الطبعة الاولى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الطبعة الاولى

this site for every things
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 هل الإيمان بالأنبياء الأوَّلِين والكتبِ السابقة ضروريٌّ في الإسلام؟ وما حكمة ذلك؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 66
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 07/03/2008

هل الإيمان بالأنبياء الأوَّلِين والكتبِ السابقة ضروريٌّ في الإسلام؟ وما حكمة ذلك؟ Empty
مُساهمةموضوع: هل الإيمان بالأنبياء الأوَّلِين والكتبِ السابقة ضروريٌّ في الإسلام؟ وما حكمة ذلك؟   هل الإيمان بالأنبياء الأوَّلِين والكتبِ السابقة ضروريٌّ في الإسلام؟ وما حكمة ذلك؟ Icon_minitimeالأحد مارس 09, 2008 8:52 am



وجود العالَم لم يبدأ ببعثة محمد ولا بولادة عيسى.
إن قوافل البشرية تَنساب في دروب الحياة قبل ذلك بقرون طويلة.
وربُّ العباد لم يَدَعْ عباده حَيَارَى خلال هذه القرون، لقد اصطَفَى موسى من بين الناس وقال له: (وأنا اخْتَرتُك فاستَمِعْ لما يُوحَى. إنني أنا اللهُ لا إلهَ إلا أنا فاعبُدني وأقِم الصلاةَ لذِكْري) (طه: 13،14).
ومن قبل موسى بأجيالٍ اختار إبراهيمَ وألهمه أن يقول لقومه: (اعبدوا اللهَ واتقُوه ذلكم خيرٌ لكم إن كنتُم تعلمونَ. إنما تَعبُدونَ مِن دونِ اللهِ أوثانًا وتَخلُقونَ إفْكًا إنَّ الذينَ تَعبُدونَ مِن دونِ اللهِ لا يَملِكون لكُمْ رِزْقًا فابتغُوا عند اللهِ الرزقَ واعبدوه واشكُروا له إليه تُرجَعون) (العنكبوت: 16،17).
ومن قبل إبراهيم بعَث نوحًا الذي مكَث قُرابةَ عشرة قرون يُلِحُّ على قومه أن يعرفوا ربهم ويُوَحِّدوه ويستغفروه، ويسألهم موبِّخًا: (ما لكم لا تَرجُون للهِ وَقارًا. وقد خلَقكم أطوارًا. ألم تَرَوْا كيف خلَق اللهُ سبعَ سماواتٍ طِباقًا. وجعَل القمرَ فيهنّ نورًا وجعَل الشمسَ سراجًا) (نوح: 13،16).
إن المعانيَ التي ردَّدها هؤلاء النبيُّون خالدة، والحقائق التي شدُّوا الجماهير إليها يجب أن يَبقَى صَدَاها ما بَقيَت الأرض والسماء.
والنبي الخاتم أكد أنه لا يَبني على فراغ وإنما على دعائم مهَّدها السابقون. وأنه يذكِّر الأمم كلها بالأصول التي جهلتْها أو تجاهلتْها: "الله الواحد، اليوم الآخر، الطاعة المطلَقة لرب الأرض والسماء، التزام صراطه المستقيم، الاحتكام إليه فيما شرَع، التعاون على البر والتقوى، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة العدالة وتحقيق الخير.. "الخ.
وفي هذا يقول الله للمسلمين: (شَرَعَ لكم من الدينِ ما وَصَّى به نوحًا والذي أوحَينا إليك وما وصَّينا به إبراهيمَ وموسى وعيسى أن أَقيموا الدينَ ولا تَتفرَّقوا فيه) (الشورى: 13).
ونحن ـ المسلمين ـ نَجزم بأن كل رُشد آتاه الله رسلَه الأوَّلين فقد أتَى القرآنُ به، ثم أَربَى عليه بعد ذلك ما تفتقر إليه الأجيال اللاحقة مما يسُدُّ كل ثغرة، ويَمحَق كل شبهة، ويرد همزات الشياطين.
إنني ـ أنا المسلمَ ـ أشعر بولائي لموسى وعيسى ومَن قبلَهما من أنبياء الله، ومحبتي لأولئك المصطَفَينَ الأخيار نَبَعَت من أن محمدًا عرَّفني بهم، وأَعلَنَ أخوَّته لهم وجهاده معهم في طريق مشترك.
وفي السورة الأولى ـ بعد فاتحة الكتاب ـ تُذكَر أصولُ التقوى كما بينها القرآن الكريم، فتُشرَح على هذا النحو (ذلك الكتابُ لا ريبَ فيه هدًى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاةَ ومما رزقناهم يُنفقون. والذين يؤمنون بما أُنزِلَ إليك وما أُنزِلَ مِن قبلِك..) (البقرة: 2 ـ4).
ومع هذا التلقِّي البيِّن بين الإسلام والأديان الأولى، فإن تاريخ الحياة مع أتباع الأديان مُحزِن مُوجِع؛ قال اليهود: ليست النصارى على شيء. وبادَلَهُم النصارى الحكم نفسه، ثم قال الاثنان معًا: ليس المسلمون على شيء. وقال الماديون جميعًا: ليست الأديان السماوية الثلاثة إلا خرافة، وليس أتباعها على شيء.
ويظهر أن النفس الإنسانية تشدها إلى شهواتها خيوطٌ قوية، وقد يَكرَهُ المرءُ أن يَظهَرَ عبدَ غرائزه فماذا يصنع؟
يستبدل بهذه الخيوط أوامرَ سماوية، شريطةَ أن تحقق له ما يشتهي! فإذا هو ينتمي إلى أحد الأديان ظاهرًا ودينُه الباطنُ عبادةُ نفسه وبلوغُ هواه، وقد يكون التدينُ الفاسد أضرَّ بالحياة من الجهل بالدين كله!
وعندما نطالع مسيرة الإنسانية من قديم تَفجُؤنا هذه المأساة، ولنتدبرْ قوله تعالى: (كان الناسُ أمةً واحدةً فبعَث اللهُ النبيينَ مبشِّرين ومُنذِرِينَ وأَنزَلَ معهم الكتابَ بالحقِّ ليَحكُمَ بين الناسِ فيما اختلَفوا فيه وما اختلَف فيه إلا الذين أُوتُوه من بعد ما جاءتْهم البيناتُ بغيًا بينهم) (البقرة: 213).
الجملة الأخيرة أزاحت الستار عن أسباب الاختلاف والتعادي والتقاتل الذي وقع بين المتديِّنين، إنه البغي!
والإنسان يتحول إلى وحش خبيث عندما يغلِّف شهوته بالقيم الرفيعة، ويزعُم أنه يقاتل من أجلها، والواقع أنه يقاتل من أجل شيء آخر!
لنتركْ هذه التهم، فكل دين ابتُلِيَ بمستغلِّين أساءوا إلى الناس باسم رب الناس.
ولنشرحْ تحديد الإسلام لعلاقته بمَن سبق مِن رسل وبما سبق مِن كتب.
عندما شاء أهل الكتابَين السابقَين تحكيرَ الهُدَى على ما عندهم وحدهم: (وقالوا كونوا هودًا أو نصارى تَهتَدوا) (البقرة: 135) قال الله لأتباع محمد: (قولوا آمنا باللهِ وما أُنزِلَ إلينا وما أُنزِلَ إلى إبراهيمَ وإسماعيلَ وإسحاقَ ويعقوبَ والأسباطِ وما أُوتِيَ موسى وعيسى وما أُوتِيَ النبِيُّون من ربِّهم لا نُفرِّقُ بين أحدٍ منهم ونحنُ له مُسلِمونَ) (البقرة: 136).
إن هناك وَحدةً دينيةً يدعو إليها النبي الخاتَم تقوم على أصول عامة جامعة، وصحيح أن هناك اختلافًا في الفروع تنوَّعت من أجله الشرائعُ على مر العصور، لكنّ الخلاف في هذه الشرائع ليس ذا بالٍ.
وعلى أية حال فإن شبكة القوانين التي رسمها القرآن وأوضحتها السنَّة هي الطريقة المُثلَى لضمان المصالح المنشودة إلى آخر الدهر.
ولم يقع التقاتل على هذه التشريعات الفرعية، إنما وقع التقاتل على أركان العقيدة وأصول الإيمان، وإن كان الشرود المبدئي قد جر إلى مخالفات أهدَرَت معالمَ الحلال والحرام، وجرَّأت على اقتراف الربا والزنى والسكر وكثير من الآثام.
ونحن ـ المسلمين ـ المصدِّقين بنبوة موسى وعيسى وبما أنزَل الله عليهما من كتب، نرى أن اليهود والنصارى هجَروا ما أنزَل الله إليهم، وتركوا الأيامَ تجر عليه ثوب النسيان.
ومن هنا أُوحيَ إلى النبي الخاتَم أن يستمسك بما أُوتيَ، وأن يَلتزمَ الإنصافَ في معاملة أتباع أولئك النبيين: (فلذلك فادْعُ واستقِمْ كما أُمِرتَ ولا تَتبِّعْ أهواءَهم وقل آمنتُ بما أنزَل اللهُ من كتابٍ وأُمِرتُ لأعدلَ بينكم اللهُ ربُّنا وربُّكم لنا أعمالُنا ولكم أعمالُكم لا حجةَ بيننا وبينكم اللهُ يَجمَعُ بيننا وإليه المصيرُ) (الشورى: 15).
ونثبت هنا أدبًا جليل القَدْر، التزمه القرآن الكريم وهو يحكي سِيَرَ الأنبياء الأولين، وما تعرضت له هذه السِّيَر ـ بعدُ ـ من تحريف يتصل بجوهر الإيمان.
فقد ذكر سِفْر "التكوين" أن الله تنزَّل من عليائه وتناول الطعام مع نبيه إبراهيم!
وقد أبَى القرآن مناقشةَ هذه القضية الغريبة، واكتفى بذِكْر قصة ضيف إبراهيم المُكرَمين على حقيقتها دون تكذيب لأحد من الرواة!
والمعروف أن الله أنزل التوراة على موسى ـ قيل: كتبها له بيده ـ وأمره أن يأخذ بني إسرائيل بأحكامها.
والذي يقرأ التوراة اليوم يجد فيها مشهدًا مؤثِّرًا لوفاة موسى، وكيف أنه عاش مائة وعشرين سنةً فلم يَتغضَّنْ له جلد ولم يَكِلَّ له بصرٌ ثم مات، وناحت عليه نسوة إسرائيل كذا يومًا، ودفن بعَرَصات "مؤآب" ولم يُعرَف قبره!
وظاهر أن هذا الكلام لمؤرِّخ كان يسجل حياة موسى بين قومه، ولكنْ كلام المؤرخ تَسلَّل بطريقة ما إلى التوراة نفسها، التوراة التي نزلت على موسى، وأصبح جزءًا منها!
ولم يشأ القرآن الكريم أن يكشف هذا الزيف، مكتفيًا بتقرير العقائد والأخبار الصحيحة، على نحو ما ورد في عدد الفتية (أهل الكهف) ما قيمة الجدال الطويل هنا وهناك: (فلا تُمارِ فيهم إلا مِرَاءً ظاهرًا ولا تَستَفْتِ فيهم منهم أحدًا) (الكهف: 22).
ومع ذلك الخلط فقد اعتبر الإسلام أن ما لدى القوم من مواريث يجعلهم أهل كتاب، ويجعل مكانتهم أرفع من مكانة المَلاحدة وعبَدة الأصنام، وأن ما بَقِيَ لديهم من تعاليم سماوية يُتيح مُخالطتَهم، والأكلَ من أطعِمتهم، والتزوجَ من نسائهم، وحمايةَ معابدهم وشعائرهم.
(يَسأَلُونَكَ ماذَا أُحِلَّ لَهُمْ) ويأتي الرد: (اليومَ أُحِلَّ لكمُ الطيباتُ وطعامُ الذين أُوتُوا الكتابَ حِلٌّ لكم وطعامُكم حِلٌّ لهم والمُحصَناتُ من المُؤْمناتِ والمُحصَناتُ من الذين أُوتُوا الكتابَ من قبلِكم إذا آتَيْتُمُوهُنَّ أجورَهنّ مُحصِنين غيرَ مُسافِحِينَ ولا مُتَّخِذِي أخدانٍ) (المائدة: 5).
والمقصود من هذا كله تذويب الجفوة، وتمويت الفرقة، والتعرف بما لدينا في جو من السماحة والوُد.
وأحسَب أن هذه الحكمة من وراء السكوت المُتَعمَّد عن مناقشة مواضع التحريف الكثيرة في مرويات القوم، وأنها جزء من نطاق العفو الذي ورد في قوله تعالى: (يا أهلَ الكتابِ قد جاءكم رسولُنا يُبيِّنُ لكم كثيرًا مما كنتم تُخفُون من الكتابِ ويعفو عن كثيرٍ قد جاءكم من اللهِ نورٌ وكتابٌ مُبينٌ) (المائدة: 14،15).
وما أجمَلَ أن يَعرِض موسى قضيةَ اليوم الآخر في خطاب الله له: (إن الساعةَ آتيةٌ أكادُ أُخفيها لتُجزَى كُلٌّ نفسٍ بما تَسعَى. فلا يَصُدَّنَّكَ عنها مَن لا يُؤْمِنُ بها واتَّبَعَ هواه فتَرْدَى) (طه: 15،16) والتوراة القائمة ليس فيها ذكر ليوم القيامة أو الجنة والنار.
وما أجمَلَ أن يَعرِض عيسى نفسُه قضيةَ التوحيد فيقول لقومه: (إن اللهَ ربي وربُّكم فاعبدوه هذا صراطٌ مستقيمٌ) (آل عمران: 51).
هكذا عرَض القرآن النبواتِ السابقةَ لتَبقَى تعاليمها مع النبوة الخاتمة هدايةً للإنسانية حتى يومها الأخير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://amrko.yoo7.com
 
هل الإيمان بالأنبياء الأوَّلِين والكتبِ السابقة ضروريٌّ في الإسلام؟ وما حكمة ذلك؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الطبعة الاولى :: منتدى الفقة و الشريعة الاسلامية-
انتقل الى: