الطبعة الاولى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الطبعة الاولى

this site for every things
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 ما مفهوم الإسلام عن الحياة والموت؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 66
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 07/03/2008

ما مفهوم الإسلام عن الحياة والموت؟ Empty
مُساهمةموضوع: ما مفهوم الإسلام عن الحياة والموت؟   ما مفهوم الإسلام عن الحياة والموت؟ Icon_minitimeالأحد مارس 09, 2008 8:53 am



نظرت عن كَثَب إلى الفندق الذي أنزل به ـ وكنت في أحد أسفاري ـ ثم دار في نفسي هذا السؤال:
تُرَى كم شخصًا سكن غرفتي قبل أن أسكن فيها؟
وكم شخصًا سيحُلُّ مكاني بعد ما أغادرها؟
ما أَوهَى علاقتي بهذه الغرفة!
وأحسست أن هذه الغرفة، بل أحسست أن الفندق كله شبيه بهذه الدنيا؛ نظهر بها بغتة ثم نختفي.
إن ناسًا كثيرين قرُّوا هنا ثم وَلَّوْا.
لقد رأى بعضهم بعضًا كما يرى النزلاءُ أنفسَهم حينًا في صالة الفندق، وكلٌّ مشغول بشأنه، يعيش في جوه الخاص، فما تربطه بغيره إلا نظرةٌ عابرة وبسمةٌ عارضة!
هكذا التقى أبناء كل جيل بأترابهم، ثم... ثم انتهَوْا.
وتذكرت الآية التي وصف الله بها هذه الحياة: (ويوم يَحشُرُهم كأنْ لم يَلبَثوا إلا ساعةً من النهار يَتعارفون بينهم) (يونس: 45)
وشعَرت بأن الدنيا تَظفَر من اهتمامنا بأكثرَ مما تستحق!
هل هذه حقيقة الدنيا؟
وترددت شيئًا ما في الإجابة، ثم تأتي: على أية حال لا خلودَ لنا هنا، إننا راحلون يومًا، ولكننا نُؤثِر أن نَتناسَى ذلك اليوم!
لست أسجل هذه الخاطرة تهوينًا لشأن الدنيا، إن شأنها يجب أن يَهوِي عندما تحاول احتواءنا، وعندما نفقد فيها عزيزًا فنكاد نَهلِك، أو عندما نَكسِب فيها نفيسًا فنكاد نَلقَى مصيرَ دودة القز التي تختنق داخل ما تَنسِج بريقها الناعم.
والمخدوعون في الدنيا أعدادٌ فوق الحصر، إن قتالهم رهيب للحصول على مغانمها، وتصارعهم دامي الجوانب لِلْعَبِّ منها دون وعي!
وتحت الأقدام في هذه الساحة الخسيسة أرحام مقطوعة، وحرمات منتهَكة، ومروءات ضائعة، وصداقات منسية، ومستَضعَفون دِيسُوا، وأشياء كثيرة محزنة.
ما أَحقَرَ الدنيا يوم تُنالُ بهذا الثمن! وما أحراها بهذا الوصف الحكيم: (واضرِبْ لهم مَثَلَ الحياةِ الدنيا كماءٍ أنزَلناه من السماءِ فاختلَطَ به نباتُ الأرضِ فأصبَحَ هشيمًا تَذرُوه الرياحُ وكان اللهُ على كلِّ شيءٍ مقتدرًا) (الكهف: 45).
لكنّ للحياة الدنيا جانبًا آخر لابد من بحثه ودراسته، إننا نُوجَد فيها ونقضي فيها أمَدًا لا ندري مبدأه ولا منتهاه، والذي أوجَدَنا أخبَرَنا أننا لن نُترَكَ سُدًى وأنه لم يَخلُقنا عبثًا!
إننا أمام عمل جاد وامتحان خطير! وإن علاقتنا بالأشياء والأشخاص محكومة بقوانين دقيقة، وإننا خُلقنا للبقاء لا للفناء، وإن اليوم بَذْر وغدًا حَصاد.
وإن المكان الممهَّد والزمان المحدَّد هما ساحة سباق هائل توشك نتائجه أن تُعلِن: (تَبارَكَ الذي بيدِه الملكُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ. الذي خلَق الموتَ والحياةَ ليَبلُوَكم أيُّكم أحسنُ عملاً) (الملك: 1،2).
وإذا كانت الدنيا قنطرة لما وراءها فمن الحماقة محاولةُ الخلود فيها، أو حصرُ الاهتمام في مآربها وحسب!
إن ما يُستَصحَب منها للغد المرتَقَب هو الحق، والذي يعيش عبدَ بطنِه دابّةٌ، وقيمتُه ما يَخرج منه. والذي يَسبِيه جنونُ المال والجاه، ويُقلقِلُ كلَّ شيء لإثباتِ ذاتِه رجلٌ تائهٌ!
كان أبو الطيب المتنبي يرى أن العظمة هي مجد السلطة ونيل الحكم:
وتَرْكك في الدنيا دويًّا كأنها تَداوُلُ سمعِ المرءِ أُنمُلةَ العَشرِ
كان يرى نفسه قمة يجب أن تتوج بالأبهة والسناء وما لم يُتَحْ لأحد! أليس القائلَ:
وكلُّ ما خلَق اللهُ وما لم يَخلُقِ محتَقَرٌ في همتي كشعرة في مَفْرِقي؟
يحسَب المرء سيدًا لأنه تكوَّن في بطن معيَّن، ونشأ الناس من ماء مَهِين، أما هو فمن ماء شريف.
إنه ـ مع احترامنا لقوانين الوراثة ـ نُقَرِّر أن الوراثة لا تُنشئ عظمة ولا تُكسب نجاحًا، فهناك أنبياء من أصلاب كافرة، وهناك فُجَّار من أصلاب أنبياء، وقد كان أبو الطيب شاعرًا مُفلِقًا، من أبٍ لا يَعرف شعرًا ولا نثرًا، وكان أبو العلاء فيلسوفًا متشائمًا، من أبٍ لا يَدري شيئًا من الفلسفة.
ثم إن روافد الوراثة غامضة المَنبَعِ والكُنْهِ في أبناء الجيل الواحد، فكيف إذا تكاثرت الأجيال؟ ونحن نعرف النكتة المروية عن امرأة جميلة أحبت عبقريًّا دميمًا، وعرضت عليه الزواج ليُنجِبا ابنًا يَرِث جمالها وذكاءه! فقال لها الرجل: أخشى أن يَرِثَ غباوتَك ودَمَامتي!
إن القول بأن جنسًا ما ذكيٌّ بأصل الخِلْقة، وجنسًا آخر غبيٌّ بأصل الخلقة قول فيه ادّعاء ظاهر. إن ظروف البيئة هي التي تصنع الأعاجيب، وهي التي تُنمي المواهب أو تقتلها، بل هي التي تُحيي الفطرة أو تُميتها.
والجنس الأبيض الذي يَعمُر غرب أوربا وشمالها، والذي يفرض وصايته على العالم كله، كان أيامًا طوالاً يشتهر بالغباوة والانحطاط، وقد نقلنا في كتابنا "مع الله" كلام المستشرق "فيليب حَتِّي" عن تأخر الأوربيين الحضاري وتفوق عرب الأندلس عليهم:
"... في الوقت الذي كانت فيه جامعة أكسفورد ترى الاستحمام عادة وثنية، كانت الأجيال من علماء قرطبة تتمتع بالاستحمام في مؤسسات فاخرة..."
ويدلنا على موقف العرب حِيالَ برابرة الشمال ـ هكذا كان آباؤنا يُسمُّون سكانَ أوروبا ـ وفكرتهم عنهم ما ورد في كلام عالم "طليطلة" صاعد القاضي المتوفَّى سنة 1070م فقد كتب عنهم:
إن إفراط بُعد الشمس عن مُسامتة رءوسهم برّد هواءهم وكشَف وجوههم، فصارت لذلك أمزجتهم باردة وأخلاطهم فِجّة! فعظُمت أبدانهم، وابيضَّت ألوانهم، وانسدلت شعورهم، وانعدمت دقة الأفهام وثقوب الخواطر، وغلب عليهم الجهل والبلادة، وفشا فيهم العَمَى والغباوة!
صاحبه حق قدره! والحياة الصحيحة في نظر الإسلام أن تعرف ربك من خلال آفاقها. إن المهندس الماهر يضع بصماته على الآلة المحكَمة التي يُبدعها، ورب العالمين ـ وله المثل الأعلى ـ أظهر صفاته العلى في خلقه هذا العالم الرائع.
وحياتُنا ـ نحن البشر ـ فوق ظهر الأرض فرصة لا تتكرر لمعرفة الله، وإنشاء علاقة صحيحة به تبارك اسمه.
وأنا لا أتفلسف حين أصف إعجابي بعظمة الله، ولا أذهب بعيدًا! إنني أملأ صدري بالهواء ثم أقول: سبحان مَن غلَّف كوكبنا بهذا الجو الذي تتنفس فيه ألوف مؤلَّفة من الناس والدواب والطيور. إن هذا الهواء سواء هبَّ ريحًا عاصفة أم نسيمًا عليلاً شيءٌ عجيب الخَلْق!
وهذا الماء الذي يلُفُّ أرضَنا، إن العلماء قالوا: إنه يكوِّن 80% من سطح هذه الكرة الطائرة حول أمها الشمس، ومع جريها الحثيث ما سقطت منه قطرة في الفضاء، وكان المفروض أن ينسكب في كل ناحية!
مَن يُمسكه في بحاره وأنهاره ويجتذبه ليَبقَى في قراره؟
إنه الله.
إن الملكوت الرحب الذي نسكن جانبًا ضئيلاً منه يشير إلى ربه ويسبح بحمده.
وعلينا ـ أبناءَ الحياة الدنيا ـ أن نتجاوب مع هذه الحقائق، حتى إذا غادرناها إلى ما بعدها كنا أهلاً لجوار كريم!
أما إذا عشنا نأكل ونلهو وحسب فالمصير كالح. وقد نُبِّهنا إلى هذه الحقيقة الصارمة: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخذَ إلى ربِّه سَبِيلاً) (المزمل: 19) (ذَلِكَ اليومُ الحقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخذَ إلى ربِّه مآبًا) (النبأ: 39)
وحق على أهل الإيمان أن يتمَكَّنوا في الدنيا، ويَقدِروا عليها بسَعة العلم وقوة العمل؛ لأن الله لم يخلُق عباده كي يعيشوا على هامش الحياة، أو يضطرب في أيديهم زِمامها، وهو القائل: (ولقد مكَّنَّاكم في الأرْضِ وَجَعَلْنَا لكُمْ فِيهَا مَعَايشَ) (الأعراف: 10).
ولهذا التمكُّن ثمرتان:
الأولى: حُسن ارتفاق الأرض، واستغلال خيراتها في رفاهة الإنسان ومتاعه إلى حين.
والثمرة الثانية: تطويع ما في الأرض من قوًى لدعم الحق، وإقامة نظام محكَم لجعل الأمور تمشي وَفْقَ ما شرَع الله. وهذا ما تنصح به الآية الكريمة: (وأنزَلنا الحديدَ فيه بأسٌ شديدٌ ومنافعُ للناسِ ولِيَعلَمَ اللهُ مَن يَنصُرُه ورسلَه بالغيبِ) (الحديد: 25).
إن الجهَلة بالحياة ليسوا أناسًا صالحين!
وكيف يكون صالحًا مَن لم يقرأ عظَمة الله في صِحاف كونه؟
وكيف يكون صالحًا مَن ملَّكه الله الأرض وقال له ولأمثاله: (هوَ الَّذِي خلَقَ لَكُمْ ما في الأرضِ جميعًا) (البقرة: 29) فعاش مِلْكًا للأرض تافهًا فوق ثَرَاها، وملَكَته هي بَدَلَ أن يَملِكَها؟
وكيف يكون صالحًا مَن سمَح للإلحاد أن يَسبِقه في كل ميدان ويَهزِمه في كل نزاع؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://amrko.yoo7.com
 
ما مفهوم الإسلام عن الحياة والموت؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الطبعة الاولى :: منتدى الفقة و الشريعة الاسلامية-
انتقل الى: